تمُرُّ الأيام مصطحبةً معها جميع ساعاتها ودقائقها وكذلك الثواني دون أن يشعرَ بالمرور سوى الموجع العليل أو العاشق الولهان وكلاهما في عذاب دقاتِ عقاربِ الساعةِ سيَّان ، هل توقَّفت تلك الأحداث التي تجري بها قدرة الله ومشيئتهُ وحكمتهُ ، من الصواب أن تكونَ الإجابةُ (لا) أم هل حاول أحدٌ إلهاءَ أيأً من صاحبينا آنفَي الذكر وتخفيفَ ما بهما من ألمٍ وربَّما سهادٌ بالليل الطويل بنار الفراق والولهِ إلى النقيضِ لما هم فيه من الكبدِ والعناء ؟ هل أحسست عزيزي القارئ الكريم بمثلِ تلك المشاعرِ التي قلَّما يصفُ سعيرها المتأمِّلُ اللبقُ المتَمَرِّسِ في البوحِ عن كوامن الناسِ باختلافِ أذواقِها ومناهجهَا وكيفية الحياةِ المعتادة بالنسبةِ ليومياتهم المختلفة ؟
" ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ويأتيكَ بالأخبار من لم تزَوِّدِ "
السؤال الذي يلي السابقان : هل للأنامِ المحيطين نصيبٌ مما أحاط بالسَّابقَينِ في ذكرنا ؟
وهل روى عطشَ الفضولِ لدينا نحن العامَّةُ راوٍ وشفى شَغَفَ حبنا في صِدقِ دعوانا مشفى ؟
نعَم ، لاحَ لي في الآفاقِ ورأيتُ في الأحداقِ واستبشرتُ في الأعماقِ بقُربِ لحظةُ الإطلاقِ لخبرٍ يسعِدُ المشتاقَ ويرفعُ الأعناقَ ويمحو الأقلاقَ ويسرِّعُ السِّبَاقَ لتحيةٍ زرعها في الأعماقِ من ألِفَ الوفاقَ ، ووسَّعَ على الضُّيَّاقِ ، وَمَقَتَ النَّفاقَ ، كبير بحبِّهِ ، قويٌّ بعزمِهِ ، عالٍ شأنهُ بهِمَّتِهِ ، سليلُ المجدِ والشَّرفِ ، انتقى من الطيبِ أجودَهُ ، ومن الأَدَبِ أعذَبَهُ ، سريعُ البديهةُ صادقُ الوعدِ رحومُ القلبِ عطوفُ الجَنانِ ، صاحِبُ الأيادي البيضاء ، كريمٌ بطبعِهِ ، خلوقٌ جميلُ المحيَّا ، رائعُ الحسنِ ، شديدُ الكبرياءِ ، قلَّ نظيرُهُ ، وخاسرٌ غريمُهُ ، مُوَفَّقٌ قاصِدُهُ ، منصورٌ من طلبَ نُصْرتهُ ، آسِرُ قلوبِ الملايينِ وليَّ عهدِنا الأمينُ سلطانَ بنَ عبد العزيزِ ، مرحباً بكَ وألفُ أهلٍ ، أنَرتَ أطرافَ البلادِ ، وأزَحْتَ عن قلبي الجراح ، ونشَرتَ في الأرجاءِ فرحاً بقدومكَ الميمونِ يا أهلَ الثناءِ والعرفانِ ، أحَبَّك اللهُ فأحبَّكَ النَّاسُ ، فغدوتَ صباحَ مساءَ تُغْدِقُ عليهِم باليمينِ الحنونُ ، تكرمُ الضَّيفَ ، وتأوي اليتيمَ، وتنجِدُ المكلومَ ، وتجيرُ الملهوفَ، فكانَ لزاماً على كلِّ من عَرفَكَ ورأى مدادَ جودكَ في كلِّ مكانٍ أن يدعوَ لكَ بمداد الأرضِ عافيةً وشفاءًَ من سقمٍ ألَمَّ بكَ ، انتظرناكَ طويلاً وطال الانتظار وترقبنا حضوركَ ، وتأكَّدتِ الأنباءُ عن قربِ موعِدِ اللقاءِ بكَ فكانَ لقاؤنا حتماً ، وعناقنا المُحِبُّ حقيقةً يوماً ، لن تمَلُّكَ أبصارُنا وستحتويكَ قلوبُنا كما احتويتها من قبلُ وستظَلُّ دائماً ( سلطانَ الخيرِ والإنسانيةِ حقاً ) .
فهَلْ في علتنا وعشقنا وولهنا عليكَ ورفيقَ دربِكَ الأميرُ سلمانَ لومٌ أو عتابٌ ؟